جنوب بلاد الرافدين
ﻳﻌﺪ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ واﺣﺪاً ﻣﻦ أﻗﺪم ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن اﻟﻤﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪﻳﻢ. وﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ; أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮي دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات أو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﻮات واﻟﺠﺪاول اﻟﺼﻐﻴﺮة، ﻷن اﻷﻣﻄﺎر ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ أو ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت. ﻟﻘﺪ ﻃﻮرت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻨﺬ أﻗﺪم اﻟﻌﺼﻮر أﻧﻈﻤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺸﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ﺑﻤﺎ ﻣﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﺌﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻌﻄﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻓﺎﺋﺾ زراﻋﻲ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻊ ﻃﺮق ﻣﻤﺘﺎزة ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﺨﺎم اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، وﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻴﻬﺎ. إذ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﺘﺠﺎرة ﺷﺮﻳﺎن اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ورﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻼً ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺪ أوﻟﻰ اﻟﺤﻀﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻫﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ
ﻧﺸﺄت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮي. اﻟﻔﺎﺻﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﺗﻐﻄﻴﻪ ﺻﻔﺤﺎت ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ )ﻣﻦ ﻧﺤﻮ 5000إﻟﻰ 2000ق.م( ﺷﻬﺪ وﻻدة اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت واﻟﻤﺪن واﻟﻤﻤﺎﻟﻚ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻃﻮرت أﻧﻈﻤﺔ إدارﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﻛﺒﻴﺮة. ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺗﻄﻮرات ﺗﻘﻨﻴﺔ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ; أﻫﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻵﻻت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ; واﻟﺪوﻻب اﻟﻔﺨﺎري، واﻟﻤﺤﺮاث، واﻟﺘﻌﺪﻳﻦ، واﻷﺧﺘﺎم، واﻟﻔﻨﻮن. وﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺪة ﺣﻀﺎرة اﻟﺠﻨﻮب واﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ أرﺟﺎء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪﻳﻢ. ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻣﺜﻞ; اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ، واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري، وﺗﻄﻮر أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮي، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮاتاﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ وﺟﻮد أﻓﺮاد أو ﻧﺨﺐ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﺗﺼﺪت ﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻴﺎدة.
ﻳﻌﺪ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ واﺣﺪاً ﻣﻦ أﻗﺪم ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن اﻟﻤﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪﻳﻢ. وﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ; أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮي دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات أو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﻮات واﻟﺠﺪاول اﻟﺼﻐﻴﺮة، ﻷن اﻷﻣﻄﺎر ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ أو ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت. ﻟﻘﺪ ﻃﻮرت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻨﺬ أﻗﺪم اﻟﻌﺼﻮر أﻧﻈﻤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺸﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ﺑﻤﺎ ﻣﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﺌﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻌﻄﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻓﺎﺋﺾ زراﻋﻲ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻊ ﻃﺮق ﻣﻤﺘﺎزة ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﺨﺎم اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، وﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻴﻬﺎ. إذ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﺘﺠﺎرة ﺷﺮﻳﺎن اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ورﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻼً ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺪ أوﻟﻰ اﻟﺤﻀﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻫﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ
ﻧﺸﺄت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮي. اﻟﻔﺎﺻﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﺗﻐﻄﻴﻪ ﺻﻔﺤﺎت ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ )ﻣﻦ ﻧﺤﻮ 5000إﻟﻰ 2000ق.م( ﺷﻬﺪ وﻻدة اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت واﻟﻤﺪن واﻟﻤﻤﺎﻟﻚ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻃﻮرت أﻧﻈﻤﺔ إدارﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﻛﺒﻴﺮة. ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺗﻄﻮرات ﺗﻘﻨﻴﺔ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ; أﻫﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻵﻻت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ; واﻟﺪوﻻب اﻟﻔﺨﺎري، واﻟﻤﺤﺮاث، واﻟﺘﻌﺪﻳﻦ، واﻷﺧﺘﺎم، واﻟﻔﻨﻮن. وﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺪة ﺣﻀﺎرة اﻟﺠﻨﻮب واﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ أرﺟﺎء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪﻳﻢ. ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻣﺜﻞ; اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ، واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري، وﺗﻄﻮر أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮي، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮاتاﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ وﺟﻮد أﻓﺮاد أو ﻧﺨﺐ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﺗﺼﺪت ﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻴﺎدة.
ﻳﻌﺪ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ واﺣﺪاً ﻣﻦ أﻗﺪم ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن اﻟﻤﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪﻳﻢ. وﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎري اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ; أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮي دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات أو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﻮات واﻟﺠﺪاول اﻟﺼﻐﻴﺮة، ﻷن اﻷﻣﻄﺎر ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ أو ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت. ﻟﻘﺪ ﻃﻮرت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻨﺬ أﻗﺪم اﻟﻌﺼﻮر أﻧﻈﻤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺸﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ﺑﻤﺎ ﻣﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﺌﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻌﻄﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻓﺎﺋﺾ زراﻋﻲ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻊ ﻃﺮق ﻣﻤﺘﺎزة ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﺨﺎم اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، وﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻴﻬﺎ. إذ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﺘﺠﺎرة ﺷﺮﻳﺎن اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ورﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻼً ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺪ أوﻟﻰ اﻟﺤﻀﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻫﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ
ﻧﺸﺄت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮي. اﻟﻔﺎﺻﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﺗﻐﻄﻴﻪ ﺻﻔﺤﺎت ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ )ﻣﻦ ﻧﺤﻮ 5000إﻟﻰ 2000ق.م( ﺷﻬﺪ وﻻدة اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت واﻟﻤﺪن واﻟﻤﻤﺎﻟﻚ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻃﻮرت أﻧﻈﻤﺔ إدارﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﻛﺒﻴﺮة. ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺗﻄﻮرات ﺗﻘﻨﻴﺔ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ; أﻫﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻵﻻت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ; واﻟﺪوﻻب اﻟﻔﺨﺎري، واﻟﻤﺤﺮاث، واﻟﺘﻌﺪﻳﻦ، واﻷﺧﺘﺎم، واﻟﻔﻨﻮن. وﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺪة ﺣﻀﺎرة اﻟﺠﻨﻮب واﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ أرﺟﺎء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪﻳﻢ. ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻣﺜﻞ; اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ، واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري، وﺗﻄﻮر أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮي، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮاتاﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ وﺟﻮد أﻓﺮاد أو ﻧﺨﺐ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﺗﺼﺪت ﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻴﺎدة.